الشيخ الطالب أخيار بن الشيخ ماء العينين :
في هذه الحلقة من حلقات #رياح_الجنوب عن مدينة اندر والحضور الشنقيطي فيها نتبرك اليوم بترجمة قصيرة لأحد الأعيان الشرفاء الكبار الذين تشرفت بمثواهم المبارك مدينة اندر السنغالية في تاسع ذي القعدة عام 1362ه الموافق 07 نوفمبر 1943 وقبره معلوم ومشهور في مقبرة تياكا نچاي الواقعة على شاطئ ايدروباز في سينلوي ،
كان الشيخ الطالب أخيار من رجال الغيث الذين يردّ الله بهم المظالم ويفرّج الله بهم كروب عباده حيث كان يتنقل دوما بين المغرب وآدرار وبتلميت واندر ودكار ليحل المشاكل ويلمّ الشمل ويصلح ذات البين بين القبائل وبعضها ويرد المظالم التي فرضتها السلطات الفرنسية على المواطنين .
عرف الشيخ الطالب اخيار اندر وعرفته هي الأخرى وكانت زيارته لها بمثابة مناسبة كبيرة وأعياد فرح للكثير من الشناقطة لجوده وكرمه وعلمه الغزير وصلاحه الظاهر والباطن وربما زار دار أهل ابن المقداد والتقى بعلية القوم في صالونها الأدبي وقد خلّد الشعراء مروره هناك
فأنشد فه الترجمان الكريم محمدن ول ابن المقداد :
ربِّ ذالشيخ ارضي اعليه
الّ فجميعت جيهَ
نكرِ مدّاح ا گول فيه
مدحَ مارشّخ فيهَ
وأثنى عليه العلامة المؤرخ المختار ولد حامدن :
هو الطالب الخيرات جاعلها له ÷
إزارا عليه شدّه حين شدّه
فتى ما تخطى خطوة لدنية ÷
ولا مدّ في يومٍ إلى السوء يدّه
فتى عمره سبعون عاما وواحدا ÷
كأن لم يعش منها سوى العام وحده
وفيه يقول الأديب الكبير سيديا ولد هدار :
دار اهلْ ابنُ ذِى اليوم مردودْ
عن جاها الشيخ الطالب اخيارْ
يشيخ لشياخ يحاتم الجودْ
يدار لهروب من العار والنارْ
ذو احن جيناك ؤعندكْ اكعودْ
يالشيخ الطالب اخيار يالدار
ويقول فيه أيضا الأديب المتمكن سيد محمد ولد باباه :
اراه النور اليوم بخ گالُ بيه التجارب
مظكور الشيخ الطالبخ يار اركب من لگوارب .
أورد الدكتور ماء العينين النعمة علي في ترجمته للشيخ الطالب أخيار أنّ بن المبارك بن اليمين أتى الشيخ سيديا بابا، وقال له أنه يستسقي للناس يأتيها المطر أو الشيخ الطالب أخيار. فقال له الشيخ باب أيهما اخترت أنت ؟ فقال له : اخترت الشيخ الطالب أخيار، لأنه أسرع نفعا من المطر ”
وقد شكل وجوده ومجيئه هناك، ” ملجأ لكثير من المستضعفين، والفقراء والمساكين. وكان كثير الإنفاق، لا يمر ببلد إلا وزع على من به من الناس الطعام والملابس”
قال عنه ماءالعينين بن الحضرمي في كتابه إفادة الأقربين:” قرأ القرآن على الوالد البركة المدرس الشيخ الحضرمي،وأخذالإجازة، وقرأ عليه بعض العلم،وقرأ على شيخنا أبيه ( الشيخ مالعينين ) العلم، وفتح الله عليه فيه فتحا مبينا.وكان شيخنا يحبه، وصدّره سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة و ألف ل”شنقيط” وبلادها،فظهرت بركته وكثرت أتباعه ومريدوه، وسخر الله له أهلها:أمراء وغيرهم.وكان كثير العبادة قليل الغفلة دائم الفكر كثير الأوراد”
قال فيه الشيخ محمد العاقب بن مايابى:” كان الطالب أخيار، رقيق القلب، جموم القريحة، عذري الطبيعة، كثير الأشواق، سريع الأذواق، لا يرقأ في الله دمعه، ولا يفرق معه جمعه، وكان ذا جذب الهي، وفيض رباني”[
وقال فيه الشيخ أحمد بن الشمس:” ابن شيخنا الغائب في حب الله ورسوله، المكتم حاله في سلوكه وقفوله. المعروف عند أهل الملأ العلوي، المجهول عند أهل السفلي. الدرة المصونة، الجوهرة المكنونة، جيلم الأخيار سيدي الشيخ الطالب أخيار. كان جاهد وشاهد وعاهد وصفا ورفا ووفا “
وصفه الشيخ محمد الغيث النعمة ابن الشيخ ماء العينين قائلا :” ذو الجذب الرباني، والفيض الرحماني. نجيب العارفين، أريب المحبين، الشيخ الطالب أخيار. كان رقيق البشرية، عذري الطبيعة، قيسي القريحة، صاحب أشواق، بديع أذواق. لا يرقأ في الله دمعه، ولا يفترق معه جمعه. ذو فيوضات صمدانية، وفتوحات ربانية
ورغم استقراره في هذه المنطقة، فإنه ظل يتردد ” بين الساحل وآدرار واندر ودكار، ولم يشتغل إلا في العافية وإصلاح أمور المسلمين قريبها وغريبها “
قام بزيارة إلى دكار، ورجع منها ” بكل ما يريد في نفسه وأهله وماله وعامة المسلمين، من قبول الشفاعة ورد الأموال المنهوبة في ظهر الحرب “
ويوجد كناش كبير بحوزة أسرته يضم الكثير من المدائح التي قيلت للشيخ الطالب أخيار وخاصة من أعيان منطقة الگبله زوّدني الأستاذ الفاضل وحفيد صاحب الترجمة Taleb Khyar Cheikh Melainine بنسخ من بعض قصائده .
رحم الله الشيخ الطالب أخيار ابن الشيخ ماء العينين ونفعنا ببركته.
☆ الصورة من موقع الشيخ ماء العينين على الانترنت
وصورة الضريح لحفيد الشيخ الأستاذ سيد عثمان محمدالغيث
☆مع تحيات محمدن ولد عبدالله
المدير الناشر لشبكة رياح الجنوب