الجمعة , 28 مارس 2025

محمد بنعيسى في ذمة الله بقلم الوزير أحمد ولد سيد أحمد


التقيت لأول مرة بالوزير و السفير محمد بنعيسى رحمه الله سنة 1997م فى واشنطن حيث كان سفيرا للمملكة المغربية و كنت سفيرا للجمهورية الإسلامية الموريتانية لدى الولايات المتحدة الأمريكية.
و لكنى كنت قد سمعت عنه قبل ذلك و عن زيارته لموريتانيا بصفته وزيرا للثقافة لتدشين المسجد المعروف الان “بمسجد المغرب” فى العاصمة نواكشوط رفقة زميله الموريتاني المرحوم محمد سالم ولد عدود.
و خلال ذلك اللقاء فى مكتبه بالسفارة المغربية بواشنطن، حدثنى عن ذكرياته حول تلك الزيارة و عن إعجابه بالشخصيات الثقافية الموريتانية التى التقاها و عن عزمه على ترسيخ و تنويع العلاقات الثقافية بين البلدين و هكذا تم خلال توليه الوزارة، من بين مبادرات أخرى، تنشيط المركز الثقافي المغربي الذى يعمل الان بكل حيوية و نشاط.
كما حدثنى عن فترة عمله موظفا فى منظمة الأمم المتحدة التى كنت انا الاخر حديث عهد بها حيث كنت قادما للتو من نيويورك كممثل دائم لبلدى لدى المنظمة الدولية.
و لعلمى بانشائه لموسم أصيله الثقافي سنة 1978م و بالمكانة التى صار يحتلها انذاك هذا الحدث الفريد من نوعه على الساحة العربية و الأفريقية و حتى العالمية، سألته عنه فأجابنى مازحا بخفة دمه و أربحيته المعهودتين : “نجح موسم أصيله لانى انا أكبر شحات فى العالم”.
و تشاء الأقدار بعد ذلك أن يتم تعيين كل منا وزيرا للخارجية لبلده انا فى أواخر سنة 1998م و هو فى بداية سنة 1999م. و قد عملنا جاهدين على النهوض بالعلاقات الموريتانية- المغربية وتطويرها و تنويعها.
و قد كللت تلك الجهود بالزيارة الناجحة التى أداها فخامة الرئيس معاوية ولد سيداحمد الطايع إلى المملكة المغربية فى أبريل 1999م.
و بعد تعيينى وزيرا للخارجية مرة ثانية سعدت بلقاء الوزير بنعيسى حين دعانى للمشاركة فى فعاليات موسم أصيله سنة 2006م فرأيت على الطبيعة كم كان صادقا حين كلمنى فى مكتبه بواشنطن عن نجاح هذه التظاهرة العالمية التى شكلت و ما زالت تشكل قنطرة ثقافية و فنية بين العالمين العربي و الافريقي و بينهما و باقى البلدان حول العالم.
رحم الله الصديق الوزير و الدبلوماسي و الموظف الدولى محمد بنعيسى.
أخلص التعازى و أصدق المواساة لعائلته و ذويه و أسأل الله أن يعظم أجرهم و يحسن عزاءهم.
انا لله و انا اليه راجعون
أحمد ولد سيداحمد
وزير الخارجية الموريتاني السابق

رياح_الجنوب

شاهد أيضاً

من الأماكن التاريخية التي استوقفتني في مدينة اندر (مبنى المحكمة الإسلامية العريق ) الذى أصبح مهجورا هذه الأيام ولعب به الزمن، ويحتاج إلى عناية خاصة من الحكومة السنغالية اولا، ثم من المبادرات الخاصة من موريتانيا وبقية العالم الإسلامي، حتى يتم الحفاظ عليه سواء تحت اي تسمية: متحف او مركز إسلامي او غير ذلك، فقد شهد هذا المبنى الكثير من الجلسات القضائية وتحرير الأحكام العرفية الإسلامية، ومن أشهر مداولاته الحكم فى شأن شريعة { أم الهادى } بين تاشمشه وأولاد أبييري. وقد تداول القضاء في هذه المحكمة عدة شخصيات علمية خاصة من أسرة أهل ابن المقداد ومحيطهم العائلي مثل القضاة: -انچاي آن مدة 10 سنوات -وابنه المحلف حماد آن: (22 سنة) والد السيدة كمب آن أم ابناء ابنو المقداد. – سليمان (سنتان)- عينين (28 سنة) – مع عدة قضاة آخرين من أهل اندر مثل: انچاي صار، بكاي با، نگاري انچاي، مختار صمب، الحاج عمر چللو كما عمل فيها أيضا المحمّدان :محمدن ول السمانى{ دفين امبال 30 كلمتر جنوب شرق اندر} ومحمدن ولد اتشفغ اعمر رحمة الله عليهم أجمعين. الصورة من امام مقر المحكمة الواقع في حي لوضه- ري د فرانس بتاريخ مايو 2013.محمدن ولد عبدالله المدير الناشر لشبكة رياح الجنوب