السفير رقم 19 محمد فال ولد بلال :
ضمن سلسلة تعريفنا في موقع رياح الجنوب بالسفراء الموريتانيين في دكار نصل اليوم إلى السيد رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات والوزير السابق السفير محمد فال بلال
في الثاني عشر من سبتمبر 2007 قدّم السفير محمدفال ولد بلّال أوراق اعتماده للرئيس السنغالي عبد الله واد في القصر الرئاسي بدكار ليكون السفير التاسع عشر حسب ترتيب الأقدمية في لائحة السفراء الموريتانيين في السنغال
اختاره الرئيس الراحل سيد ولد الشيخ عبدالله رحمه الله لسفارة دكار لما يتمتع به من خبرة وحنكة وتجربة غنية على رأس الخارجية الموريتانية في الفترة الأخيرة من نظام الرئيس معاوية ولد الطايع ومعرفته بدكار قبل ذلك – دراستهُ في جامعة أنتا ديوب في الستينات وتكليفه بالتنسيق مع السينغال من طرف حركة الكادحين – وقد كلّفه الرئيس سيدِ رسميا بالبحث عن حل جذري لمشكلة اللاجئين الموريتانيين في السنغال وهي مشكلة عويصة ظلت عالقة منذ بداية التسعينيات فقد كانت منظمات اللّاجئين ترفض أي اتصال رسمي بالسلطات الموريتانية مكتفية بتسويق القضية عبر منظمات حقوق الإنسان والإعلام الدولي مما أثر سلبيا على سمعة النظام الموريتاني آنذاك حتى جاء السفير ولد بلاّل ودخل على الخط وأجرى عدة لقاءات مع السلك الدبلوماسي المعتمد في دكار ومع نخبة المجتمع المدني من ساسيين ومحامين وصحافة وكتاب رأي وأشياخ تصوف وقد ساعده كثيرا ربط العلاقة مع الخلافة المريدية في طوبى في حلحلة هذ الملف الشائك حيث دخلت بعدها منظمات اللاجئين في حوار مباشر مع السلطات الرسمية أثمر في عودتهم إلى موريتانيا عبر رحلات منظّمة و استقبالهم وإقامة قرى “العائدين” و تكفل “الوكالة الوطنية لدعم و دمج اللاجئين” بشؤونهم داخل البلاد.
وفي فترته زار مدينة طوبى وكانت أول زيارة رسمية لمسؤول موريتاني إلى الخلافة المريدية خاصة وأن فترة زيارته يقود موريتانيا رئيس ينتمي إلى الطريقة التجانية مما طمأن المريديين على احترام مؤسسة الرئاسة الموريتانية لنفس المسافة مع الطرق الصوفية فبدأت مع السفير ولد بلاّل قنوات الاتصال بين الحكومة الموريتانية وطوبى وشكل ذلك دعما قويا لحكومة موريتانيا وعامل قوة في العلاقة بين الشعبين
يرى السفير محمدفلال ولد بلال أنه كرّس فترة انتدابه في دكار لعدة مهام من بينها :
– تنظيم عودة اللاجئين الموريتانيين وإبرام الاتفاقيات اللازمة لذلك مع السنغال والأمم المتحدة (مفوضية اللاجئين).
– مد جسور رسمية تربط بين موريتانيا و السنغاليين ذوي الأصول الموريتانية وكذا المدارس الصوفية: التيجانية و المريدية و العُمرية..
– تقنين زيارة النمجاط السنوية وتنبّيه السلطات الموريتانية على أهمية الزيارة روحيا ودبلوماسيا واقتصاديا بالنسبة للدولة الموريتانية وهو مانعكسَ لاحقا على مستوى الرعاية الرسمية المُقدّمة في موسم الزيارة وعلى تخفيض الجمركة ورسوم السفر على زوار النمجاط ،
وانتهت فترته بُعيد انقلاب 2008 إثر سوء تفاهم شديد مع وزير الخارحية آنذاك.. ليغادر السنغال إلى قطر ويحلّ محله السفير سيدي ولد ديدي …
بقلم محمدن ولد عبدالله
المدير الناشر لموقع رياح الجنوب