الخميس , 18 أبريل 2024

الشيخ عبد العزيز – رجل المرحلة / رياح الجنوب

الشيخ عبد العزيز – رجل المرحلة :

كانت فترة خلافة الشيخ آياه ولد الشيخ الطالب بوي ولد الشيخ سعدبوه رحمه الله فترة متميزة في مسار الخلافة السعدية الفاضلية القادرية في غرب إفريقيا بشهادة الجميع..
ستُّ سنوات كانت غايةً في “كثرة الخير” والبركة وجمع الشمل ووحدة الصف وقوة الكلمة في كل موقف ، يرجع ذلك إلى وحدة المرجعية وحضور الخليفة القوي في كل ما يعزز شأن الخلافة وحرصه على ما ينفع الناس ويمكث في الأرض ..
ومن بين عوامل القوة التي ساهمت في ذلك نباهة أبنائه الكرام فقد تقلّد نجله الطالب بوي منصب الناطق الرسمي باسم الخلافة ونجح في نقل أخبار الخلافة ونشاطاتها من شأن محلي يتراوح بين موريتانيا والسنغال إلى شأن دولي يتردد صداه عبر وسائل الإعلام في عواصم الدول العربية والإسلامية وتنتشر مؤتمرات الخلافة وندواتها عبر وسائل التواصل الإجتماعي على الفور ..
كل هذا يدار بحنكة وذكاء دون صدامٍ أو غمطِ حقٍّ وبدعوةٍ في الصميم للإجتماع بدل التفرقة وللمحبة بدل التباغض ولاتباع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم كما هو منهاج الجد المؤسس شيخنا الشيخ سعد أبيه رحمه الله ونفعنا ببركته ..
في السابع عشر من ابريل الماضي شاء الله تبارك وتعالى أن يلحق الشيخ آياه بالرفيق الأعلى وكانت وفاته هزّة كبرى في المنطقة لما كان يمثله كخليفة عام للقادرية في النمجاط لمحبيه وأتباعه في موريتانيا ودول الجوار ..
جرت التعزية وجاءت الوفود من كل حدب وصوب من الداخل والخارج وكان الشيخ عبد العزيز نجل الشيخ الأكبر هو خليفة والده وهو الموعود والمتّجه إليه في خيام الاستقبال وأبان في ذلك الحدث عن شخصية فريدة على مستوى من الدبلوماسية والأخلاق الرفيعة وعلو همة وسعة صدر وسياسة تدبير قل مثيله ،
بعدها بأيام أقيمت صلاة عيد الفطر وهي أول اختبار حقيقي لوحدة الصف بعد وفاة الشيخ آياه وجرى الاتفاق حولها وتم تجاوزها بسلام ..
بعدها بدأت الأنظار تتجه إلى ذكرى الأربعين على رحيل الفقيد التي ستنظم في انگمب گيول في السنغال يوم الجمعة الثامن والعشرين مايو وتعدّت بهدوء هي الأخرى بعد أن شارك في إحياءها ممثلون عن عائلات أسرة الشيخ سعد أبيه بالاجماع دون خوض في مصير الخلافة كما تقتضي الحال وقتها ..

في الخامس عشر من يونيو وفي خطوة مهمة لتوضيح موقفه من الخلافة أصدر الشيخ عبد العزيز بيانا مهما في ذلك الوقت اخترت منه الفقرة التالية :

“…-أولا: إني أعتبر نفسي جزءا لايتجزأ من أسرة أهل شيخنا الشيخ سعدبوه بن شيخنا الشيخ محمد فاضل بن مامين، وشاء الله أني الإبن الأكبر للخليفة الراحل شيخنا الشيخ آياه – رحمه الله تعالى- ومن المعلوم عُرفِيًا أن الإبن الأكبر للخليفة العام للطريقة يتولى تدبير شؤون الخلافة بعد وفاة والده إلى حين تقديم خليفة جديد، وهذا ما يُخوِّلني تسيير الأمور في اتجاه الصالح العام في هذه الفترة الانتقالية، وهذا لا يعني استبدادا بالرأي بقَدر ما يعني ضبطا لأمور الخلافة بدءًا بمعاملة الضيوف وذوي الاحتياجات والتنسيق مع السلطات الإدارية والأمنية في الدولة، والحفاظ على عدم تشتت الرأي وخرق الأعراف المعمول بها داخل الأسرة.
-ثانيا: إنني على يقين تام أن الجماعة التي تَـهمُّ من حين لآخر ببعض الاجتماعات، ما حمَلهم على التسرع إلا حسن النية، ولكنني أوجه إليهم دعوةً خاصة دَليلُها الاحترام والمودة ومَضمونها طلب التريث حتى يكون الجو العام قابلا لاجتماع رسمي لا نزاع فيه وتنطبق عليه المعايير الأخلاقية والأدبية التي تنتظرها الدولة قمة وقاعدة من هذا المُسمى.

والله من وراء القصد وعليه التكلان.”.

في هذا البيان يتضح موقف الشيخ عبد العزيز من الخلافة وتسيير شؤون النمجاط بجلاء ورغم المواقف التي اتّخِذت بعد ذلك في شأن الخلافة و أنباء التموقع والتخندق بين الأطراف الكريمة داخل الأسرة السعدية ظل الشيخ عبد العزيز واقفا عند كلمته صادقا في وعده وقد برهن على ذلك أمام لجنة المصالحة التي أرسلتها الحكومة في شهر أغشت الماضي وقد أعلن التزامه بوضوح في احترام قرار حكومة موريتانيا وقيادتها في شأن الخلافة في النمجاط أمام اللجنة الموقرة ..
يعكف الشيخ عبد العزيز حاليا مع الشيخه العزة والشيخ الطالب بوي على إتمام مشاريع كانت من برنامج والدهم الخليفه الشيخ آياه رحمة الله عليه مثل المستوصف والمسجد وتوسعة شبكة الماء والكهرباء في النمجاط ، وهذا أيضا مصداق لما أخبرني به في لقاء سابق حين سألته عن ترشحه للخلافة فأجابني بحسم أنه في صدد إتمام مشاريع الشيخ آياه قبل كل شيء وخاصة المسجد والمستوصف ..

لا أخفي أسفي – مثل غيرى من أبناء المنطقة ومحبي وأنصار الطريقة الفاضلية – من عدم وجود خليفة توافقي في النمجاط حتى الآن وخصوصا لمتابعتي الصحفية لأخبار الطريقة الفاضلية في غرب إفريقيا والتي تتقاطع مع اهتمامنا وتغطيتنا في شبكة رياح الجنوب ،
لكن ذلك لا يمنعني من الإدلاء بشهادة صِدقٍ في حق رجل مثل الشيخ عبد العزيز ظل على قناعته منذ البداية وحتى اليوم -في هذه الفترة الخاصة – بأن العمل على حفظ العلاقات وتحسين الخدمات ومواصلة بناء ما أسّسّه الأجداد على النهج الصحيح أولوية تسبق كل الطموحات الفردية والمصالح الضيقة .
حفظ الله الأسرة السعدية الفاضلية جميعا ووفقهم لما فيه خير الدنيا والآخرة

محمدن ولد عبد الله
المدير الناشر لشبكة رياح الجنوب

شاهد أيضاً

هل سيكسب المريديون رهان جلب المياه إلى طوبى هذه المرّه ؟/ رياح الجنوب

هل سيكسب المريديون رهان جلب المياه إلى طوبى هذه المرّه ؟ قبل أيام صرّح الخليفة …