الجمعة , 26 أبريل 2024

تحليل عميق لأحداث السنغال/ رياح الجنوب

حين تستضيف إحدى القنوات المحلل الاستراتيجي بابكر جيستان انچاي ينصت الجميع ،

منذ بداية الأحداث في السنغال وأنا أنتظر ظهوره في الإعلام لدقة تحليله وعمق معرفته للمشهد السياسي والاجتماعي في بلاد الترانگا وفي افريقيا على العموم،

ظهر Babacar Justin Ndiaye
قبل أيام في التاسع من مارس الجاري على قناة TFM في حلقة خاصة ولمدة ساعة وعشرين دقيقة كانت كفيلة بقراءة الأحداث الأخيرة قراءة ناضجة بعيدة عن العواطف وتعطي الأحجام الحقيقية للأمور أشاد فيها برسوخ الديمقراطية في السنغال وبنخبته التي مثّلته وحَكَمته من عهد لامين گي وابليز ديان إلى سينگور وچوف فواد ثم ماكي ..
سرد في الحوار مكالمة وصلته من أحد أصدقائه الماليين يقول فيها أنه يحبذ خمس انقلابات متتالية في باماكو عن انقلاب واحد في دكار لماذا ؟ لأن السنغال هي القاطرة التي تجر عربات الديمقراطية في إفريقيا وهي مثال للسلم والاستقرار ونخبوية الحكم فيها أيضا ،
في نظر جيستان انچاي أن ماكي فهم مطالب الشباب وقد أعلنها صراحة: Je vous ai compris)
‬‏
ويرى أن نهب محلات أوشان هي رسالة واضحة عن تردي الواقع الاقتصادي خاصة لأن أكثر المحمول منها هو الأرز والزيت…
وبخصوص سونكو يرى فيه زعيم المعارضة بامتياز وقد أدى دوره المنوط به في “وزارة الكلام” التي يعني بها المعارضة وقد استغل كل انواع التذمر الأخرى من الحكومة لصالحه ويؤدي دوره المعارض بذكاء
وحسب وجهة نظره فقد تعاملت الحكومة ب”فن الممكن” مع هذه الأحداث وكان خطاب الرئيس ماكي صال يليق بالمقام كما أشاد بدور المؤسسة العسكرية وحكمة قادتها في هذه الأحداث
غير أن نقطة الارتكاز في السنغال هي وجود الشخصيات الاعتبارية من زعماء دينيين ومحليين قامو بدورهم المنوط بهم في الوساطة في الأزمة الماضية وهم مصدر قوة واستقرار لا يستهان بها في السنغال ،
كما أشار إلى أن “التهديدات الإرهابية” التي أشار إليها وزير الداخليه يعني بها فلول حركة تحرير كازمانص بعد العمليات الأخيرة ضدها من طرف الجيش كما أنها لا تشكل مصدر قلق كبير لفقدانها للحاضنة في غينيا بيساو نظرا للعلاقة الوطيدة التي تجمع بين امبالو وماكي ،
 كما لا يخفي في تحليله هاجس ساكنة زيگنشور من تمييز جهوي ضدهم بعد محاكمة سونكو في نفس الوقت الذي لم يستجوب فيه أحد الزعماء الدينيين في ولاية چوربل بعد اتهامات له بإقامة معسكر تدريب وأعمال خطف وتعذيب قبل فترة
غير أنه بالمقابل لمّا تظاهر أبناء سينلوي في أقصى الشمال تضامنا مع أبناء زيگنشور في الجنوب أدرك ماكي صال عمق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تمر ببلده يستطرد بابكر جيستان انچاي
شخصيا أتابع هذا المحلل من العام 2003 وقد سمعته يقول معلقا في إذاعة “والفجر” على محاولة انقلاب يونيو من نفس العام في انواكشوط أن موريتانيا مقبلة على  انقلابات في المستقبل القريب وكان استشرافه صادقا  كما ظهر جليا في تغيير الحكم عامي 2005 و 2008
سلاسة لغته ودقة تحليله وترفعه عن الشخصنة في النقاش أمور تطيب معها متابعة هذا المحلل البارز
محمدن ولد عبد الله
رئيس تحرير موقع رياح الجنوب

شاهد أيضاً

توزيع جوائز النسخة الثالثة من مسابقة جائزة رئيس الجمهورية لحفظ وفهم المتون المحظرية/ رياح الجنوب

أشرف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، صباح اليوم الثلاثاء بالمركز الدولي للمؤتمرات …